لماذا يصاب البعض بالإكتئاب في فصل “الشتاء”؟

لماذا يصاب البعض بالإكتئاب في فصل "الشتاء"؟

رغم أن الكثير ينتظر فصل الشتاء الذي يمثل السعادة والبهجة والاستمتاع حيث سقوط الأمطار التي تضفي جمالًا علي المساحات الخضراء فضلًا عن الشوارع والطرق إلا أن هذا الفصل يمثل مصدرًا للحزن والكآبة لدي كثيرين حيث يصيبهم بالاكتئاب .

بوابة الأهرام توضح من خلال التقرير التالي ما هو “اكتئاب الشتاء”.. أسبابه.. أعراضه.. وكيفية علاجه؟

الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية يوضح لـ”بوابة الأهرام” أن الوقت الحالي وهو نهاية الصيف وبداية الشتاء سبب رئيسي في إصابة الكثير بالاكتئاب حيث الحيرة من أمرهم وعدم الاستقرار علي خامة الملابس قبل الخروج من المنزل: “عدم استقرار البعض علي الطقس الحالي يتسبب في الإصابة بالاكتئاب”.

ويتابع أن فصل الشتاء تغيب فيه الشمس كثيرا وهو ما يدعم شعور الاكتئاب لدي الكثير، موضحًا أن الشمس مسئولة عن إفراز بعض الأشياء التي تسبب هرمون السعادة وبالتالي فإن لغيابها أثرا نفسيا علي الناس .

طقوس منزلية
ويضيف في نفس السياق أن المنازل تتسم بحالة من الكتمان في فصل الشتاء حيث إغلاق النوافذ والستائر لتجنب البرد القارص إلا أن غياب الضوء عنها يسبب حالة من الكآبه كما أن حركة الناس تقل في فصل الشتاء وكذلك الخروجات والتنزهات بسبب الطقس البارد فيذهب الغالبية إلي التدفئة داخل الغرف وينتج عن ذلك عدم الحركة والخمول الأمر الذي يدعم الإصابة بالاكتئاب لافتًا إلي أن هناك بعض الناس لا يصابون باكتئاب فصل الشتاء: “الناس البيتوتية هي المستفادة من فصل الشتاء”.

ويشير إلي أن كثيرا من الناس الذين يتجنبون جو الشتاء بالجلوس في المنزل يلجأون إلي الأكل بشكل مكثف فتزداد أوزانهم ويصابون بالاكتئاب

ما هو الاكتئاب ؟
فيما يعرف الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية مرض الاكتئاب فيقول إنه أحد الاضطرابات العاطفية الموسمية فهو نوع من الكآبة التي تلي تتابع الفصول ولاسيما في فصل الشتاء وأواخر فصل الخريف ويختفي بحلول الصيف أو الربيع .

وبحسب حديثه لـ”بوابة الأهرام” تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال بنسبة 4 : 1 وغالبًا لا يصاب من هم أقل من 20 عامًا كما تقل الإصابة به كلما تقدم الإنسان في العمر ويرجع ذلك لمجموعة من التغيرات الفسيولوجية المتعلقة بكيمياء المخ المرتبطة بكمية ضوء الشمس والذي يصاحبه انخفاض في نسبة هرمون السيروتونين “هرمو السعادة” الذي يعمل كمضاد للاكتئاب .

لماذا يحدث ؟
وقد ينتج اكتئاب فصل الشتاء عن الارتباط الشرطي بين مجموعة من الخبرات المؤلمة التي تعرض لها الإنسان في مراحل عمره المختلفة والسابقة كفقدان عزيز لديه أو موت أحد المقربين أو التعرض لحادثة أو الإصابة بمرض في مطلع فصل الشتاء فتتكون ذكري مؤلمة لأي مما سبق وبالتالي كلما أتي فصل الشتاء استدعي تلك الذكري وتأثر الإنسان نفسيًا بالسلب لذا يرتبط فصل الشتاء بالحزن والألم لدي كثير من الناس .

كما أن الإفراط في الاستمتاع في الخروج والتنزه والسهر واستمتاع الأطفال بفصل الصيف وعدم التهيئة الجيدة للدخول في العام الدراسي في بدايات فصل الخريف يسبب لديهم خبرة مؤلمة عند الدخول في العام الدراسي فيتم استدعاء تلك الخبرة في الكبر بصورة لا شعورية فيجترون ذكريات الألم ويحدث لهم ذلك الاضطراب عند قدوم الخريف أو الشتاء .

الأعراض
بحسب حديث الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية تتمثل أعراض إصابة الإنسان بالاكتئاب في مجموعة من المتغيرات الفسيولوجية والجسمانية والنفسية والاجتماعية مثل صعوبة التركيز والميل للإطالة في النوم والشعور بالإعياء وهبوط في مستوي الطاقة والشعور بثقل في الذراعين أو السيقان مع تغيير في الشهية خصوصًا تجاه الأطعمة الحلوة والنشوية كما تحدث زيادة في الوزن وكذلك زيادة الحساسية للرفض الاجتماعي والعزوف عن المشاركات الاجتماعية ويحدث مايسمي بـ “اكتئاب الشتاء”.

العلاج
وللخروج من اكتئاب الشتاء ينصح استشاري الصحة النفسية بضرورة الاستيقاظ مبكرًا في فصل الشتاء والتعرض للضوء وأشعة الشمس قدر الإمكان مع الحرص علي إقامة نشاط رياضي منتظم وفي بعض الأحيان قد يحتاج مريض اكتئاب الشتاء إلي مكملات غذائية يعرفها الطبيب لهرمون “ميلاتوتنين” مؤكدًا أهمية هذا الهرمون لدي الإنسان حيث يعمل بالليل وليس النهار فيزداد إفرازه في الظلام ويقوم يتنظيم دورة الحياة عند الإنسان في النوم والاستيقاظ وضبط الساعة البيولوجية: “المكملات تعمل علي تنشيطه وبالتالي يؤدي الهدف منه وهو تحسين الحالة المزاجية”.

نصائح
ويوضح استشاري الطب النفسي أن اكتئاب الشتاء يصيب البعض وليس الجميع أما عن المصابين فينصح بعدم التوتر والقلق لأن شعور الاكتئاب هذا يعد مؤقتًا وينتهي بانتهاء الفصل أو المناخ أو بفور التدخل بالعلاج السلوكي وممارسة طقوس الحياة وانتظام الساعة البيولوجية والأخذ بالطرق السهلة والبسيطة في العلاج الفعال .

نقلا من الأهرام