عقب حصول الكوارث الطبيعية تكثر الأبحاث والدراسات التي تستهدف الوصول إلى أي مؤشرات مسبقة قد تنبئ بالخطر قبل حدوثه، وتشكل الأعراض الجسدية التي قد نشعر بها قبل الكارثة واحدة من مجالات تلك الأبحاث.
الصداع مثلا واحد من أكثر الأعراض التي تحدث الناس عن حصولها قبل وقوع الزلازل.
ويعتقد علميا أن زيادة أيونات الهواء الموجبة قبيل وأثناء الزلزال يؤدي إلى انخفاض مستويات الناقل العصبي “السيروتونين” في الدماغ، وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى الشعور بالألم في الرأس.
وبحسب مجلة ” ناتشر هيلث تيكنيكس”، تشمل الأعراض الجسدية التي قد تشعر بها قبل وقوع الزلزال ما يلي:
الصداع والغثيان أو الدوار هي الأعراض الأكثر شيوعا.
شعور بالضيق والقلق وعدم القدرة على ضبط النفس.
تغيرات مؤقتة بالرؤية.
هزات عضلية قصيرة المدة في اليد أو القدم.
طنين الأذن.
وعقب الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين، كثرت تعليقات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، حول أعراض غريبة شعروا بها قبل وقوع الكارثة.
وتحدث البعض عن شعور بالصداع والدوار وضيق التنفس، فيما وصف آخرون ما حصل معهم بأعراض شبيهة بتلك التي تحدث عن الإصابة بالدوار الدهليزي.
اكتشف العلماء أنه قبل حدوث الزلزال تتغير مؤشرات موجات الجاذبية الداخلية في الغلاف الجوي. وهذا قد يساعد بطرق سريعة على التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها.
وتفيد المجلة الروسية “تقارير أكاديمية العلوم”، بأن علماء الجيوفيزياء حللوا البيانات التي حصلوا عليها من الأقمار الصناعية خلال الهزات الأرضية التي حدثت في أوزبكستان يوم 26 مايو 2013 وفي قرغيزستان يوم 8 يناير عام 2007 وفي كازاخستان يوم 28 يناير 2013، واتضح لهم أنه قبل خمسة أيام من حدوث هذه الزلازل تغيرت مؤشرات الجاذبية الداخلية (IGW) –ذبذبة الكتل الهوائية، التي تختلف عن الموجات الصوتية بوجود موجة عرضية إلى جانب الطولية.
وساهم في هذه الدراسة علماء من معاهد البحوث العلمية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية بالتعاون مع علماء المدرسة العليا للاقتصاد برئاسة الأكاديمي فاسيلي أدوشكين، وعلماء من قرغيزستان وألمانيا.
وتابع العلماء تغير حرارة الطبقة الوسطى للغلاف الجوي التي تضم ستراتوسفير وميزوسفير. وبعد ذلك حددوا مؤشرات الجاذبية الداخلية، فاتضح أن أقصى أطوال الموجة العمودية هي 14.2 و18.9 كيلومتر. ولكن كما هو معلوم يبلغ طول الموجات العمودية للجاذبية الداخلية أكثر من عشرة كيلومترات عند وجود عملية الحمل الحراري في الغلاف الجوي للأرض الناتجة عن التسخين.
يقول البروفيسور سرغي بوبيل، من كلية الفيزياء مدير مختبر معهد البحوث الفضائية في أكاديمية العلوم الروسية، “هذا يعني، أن هناك عمليات تحدث في الغلاف الصخري للأرض، التي عند تطورها تظهر عملية الحمل الحراري غير مستقرة في الطبقة السفلى للغلاف الجوي. وهذه بالذات تكون السبب في ظهور موجات الجاذبية الداخلية في مناطق النشاط الزلزالي. وعند بلوغ موجات الجاذبية الداخلية طبقة الميزوسفير، قد تتغير مؤشراتها، وتتحول طاقتها إلى حركة حرارية، وهذا يؤثر في الحرارة”.
وقبل أيام من حدوث الهزة في القشرة الأرضية تنشط الذبذبات الدائمة في العالم- موجات الجاذبية الزلزالية، كما يزداد تدفق تيار الغازات الساخنة من القشرة الأرضية. كل هذه العلامات تؤثر في درجة حرارة وحالة الغلاف الجوي، ما يسبب تغير مؤشرات موجات الجاذبية الداخلية. وقد اتضح للعلماء أن هذا التغير يظهر في زيادة طول هذه الموجات قبل 4-5 أيام ويبلغ أقصاه قبل يومين من وقوع الزلزال ويصغر بصورة حادة قبل يوم من الهزة.
نقلا من سكاي نيوز + روسيا اليوم